العميد .د: بشكي جمال
كلمة العميد:
تتغير الأسماء و يبقى الجوهر واحدا، تلكم هي كليتنا، بدأت عام 1987 بنواة واحدة اسمها المدرسة العليا للأساتذة، ثم سمّيت معهد العلوم الدقيقة، ثم كلية العلوم و علوم المهندس، و هي الآن كلية الرياضيات و علوم المادة، بهياكلها القديمة و بنيتها ذاتها، تَعاقَبَ على رأس هرم مسؤوليتها أساتذةٌ كرامٌ، نجزم أنه ما ادّخر واحدٌ منهم جهدا في سبيل إعلائها و الحفاظ على تقاليدها.
ضَمَّتْ كليتنا علوم الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء مُذْ وُجدت قبل حوالي أربعين سنة إلى يومنا هذا، و ظل طاقمها البيداغوجي يطوِّر و يتطوَّر بانضباط و التزام، قائما عليها متمسكا بها و مشفقا عليها كلَّ تلكم المدة، إنها جهود المخلِصين و أخلاق الأوفياء و آداب العقلاء، فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً.
لقد مرّت على كليتنا أجيال عديدة، فدرّسنا الآباءَ ثم الأبناءَ، و نحن على الدرب سائرون، ننشر رسالة العلم، و نبث روح العمل، و نرفع لواء الأمل عاليا خفّاقا.
لقد واكبتْ كليتُنا مراحلَ تطور الجامعة الجزائرية و تحوّلَ نظامها من القديم إلى الجديد، فهي الآن ملتزمةٌ بنظام ل.م.د التعليمي الذي تبنته الجامعة الجزائرية منذ حوالي عشريتين؛ إذْ تكوّن حاملي الليسانس و الماستر و كذا الدكتوراه في العلوم الأساسية: الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء، بأغلب تفريعاتها النظرية و التطبيقية.
و التزاما بالخطط التي وضعتها الوصاية لتطوير البلاد، فإن كليتنا تساهم بتخريج طلبةٍ أصحابِ مشاريعَ و ذوي مؤسساتٍ ناشئة، تساهم في خلق الثروة و مناصب العمل.
زملائي الأساتذة، أبنائي الطلبة، إخواني العمال و الإداريين و الأعوان المختلفين، الجامعة كلٌّ متكامل، لا يقوم بمهامّه إلا إذا تظافرت جهود جميع مكوناته، فأنتم -كلٌّ في مقامِهِ- تشكلون لَبِنَاتِ هذا الصرح العالي، الذي ترنو إليه الأُمّةُ و تُعلِّقُ عليه آمالها لمعالجة قضاياها العلمية و التعليمية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الدينية و الصحية . . . ، فكونوا في المستوى الذي وَضَعَتْكُم فيه، و التزموا بالعهد الذي قطعتموه لها، و صونوا الأمانات التي استأمنَتْكم عليها.
دُمْنا جميعا في خدمةِ العلمِ، و نفعَ اللهُ بنَا الأمّةَ و الوطنَ.
أ.د جمال بشكي عميد الكلية